ماى ايجى mazik araby
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ماى ايجى mazik araby
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ماى ايجى mazik araby
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ماى ايجى mazik araby
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 للذكري ( فوتيلا )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
برانس المنتدي
برانس المنتدي
Admin


عدد المساهمات : 101
نقاط : 318
تاريخ التسجيل : 03/08/2009

للذكري ( فوتيلا ) Empty
مُساهمةموضوع: للذكري ( فوتيلا )   للذكري ( فوتيلا ) I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 04, 2009 11:50 am

7

في عيد الام وبعد معركة ناجحة منعت فيها تقديم الهدايا الثمينة الي المدرسات ، طرق بابها ، كان متجهما ومهملا في ثيابه عن قصد ولحيته متروكة مثل صعلوك شريد ، بين اصابعه السمراء الطويلة وردة هائلة الحجم بلون الدم الحي ، وما زالت بنداها ، وضعها امامها في وجوم من يزين ضريح وخرج دون كلمة ، بلهفة تلميذة اعدادي ضمت اليها وردتها ، مساء وقبل ان تضعها بين صفحات يومياتها اكتشفت اللعبة فضحكت من نفسها وقالت الخطوة التالية رسالة غرام سيمررها من تحت بابها ، وبعد يومين كانت الرسالة قد مرت من تحت باب غرفتها فعلا ، اخذها الاسلوب الذي ابتعد كثيرا عن تعبيرات المراهقين المعتادة ، داعب غرورها بتلميحه الي شبابها وحيويتها ، اشار باقتضاب الي الندب في حاجبها كعلامة مقدسة ، يا سلام ، اقسي ما اتمناه ان تسمح لي الابلة المحترمة بمعاودة الكتابة اليها ، فقط الكتابة اليها ، الاخرس فصيح جدا ، اخذت عليه جبنه في عدم الافصاح عن هويتيه

الذي لم يعمل حسابه ان تقطع عليهم الدرس وتدخل وقد اشهرت في يدها جواب الحب المقدس ، الذي عاني ثلاث ليال حتي كتبه باقل قدر ممكن من السطحية والسذاجة ، قالت ان احدهم كتب هذا الشئ وتركه في حجرة احدي المدرسات ، دون ان يكون لديه ما يكفي من شجاعة ليوقع باسمه ، لو اعترف الان سنسامحه طبعا وسنعرف انه لا يقصد الحماقات التي خطها ، واننا من الممكن ان نكتشفه بسهولة لو قارنا الخطوط ، لم تنظر نحوه ولو للحظة فيما تجمدت ملامحه مثبتا بصره عليها ، هذه ليست امرأة بل عامود رخام ، اذن لابد ان العاشق الولهان في فصل اخر ، وخرجت دون ان تبحث بالطبع في اي فصل اخر
جعلته الهزيمة يدخل نوبة جديدة من نوبات عزلته ، اغلق باب حجرته وشرع يكلم نفسه ، ما يؤلمه هو فشله في غوايتها ، كأنني مجرد جرو لا املأ عين الست الوكيلة ، لو اقتل زوجها في جريمة محكمة ثم اتزوجها واكسر انفها ، كانت هناك تنظر اليه من سقف الحجرة وتسخر من افكاره الصبيانية وتتبادل معه الشتائم .

في فراغ وحدته احس بالوحشة لمقالب القط والفار التي جمعتهما طوال اكثر من نصف عام دراسي ، اخذه الحنين الي الحوارات الطويلة التي كافحت خلالها لتقنعه ان البشر ليسوا مجرد نفايات وانه في العالم الواسع ما يستحق الالتفات نحوه ، وليس مجرد التقاطه بسرعة في ضوء خاطف وآلي وحبسه في كارت بوستال ، بل الاحساس به . العالم – بعيدا عن اللفافات الشيطانية – ملئ بالمهاويس والهزائم والتحققات والمكافحين وتجارب الحب . قرر الخروج من دوامة هلاوسه فقط ليتعرف علي العالم الذي تتحدث عنه الابلة بثقة عجيبة ، خرج يريد ان يجوب العالم كطائر حر

استقبلت عودته بعدم اهتمام ، ربما لتداري الخوف الذي حرمها اليوم من ان يستمر في عزلته ولا مبالاته " حمد الله علي سلامة الامير عبد الله " والله كنا سنرسل لك الشهادة لحد البيت ، لم يلتفت لسخريتها ، عرض عليها امنيته في هدوء ، سينجح ويتفوق ، لكن له رجاء وحيد ، " كمان هتتشرط " ، يتمني لو يأخذ لها صورة ، صورة عادية جدا تحت ضوء الشمس وفي مساحة واسعة ، للذكرة الخالدة يعني

هذه هي الايام التي بدأت فيها تعد لكتابها الذي لن ير النور ابدا

ربما انتهي المؤذنون الان من رفع اذان العشاء في الميدان المسحور ولا مانع من قطة تتمسح في ارجل الموائد ثم تتسلل الي فرش الشحاذ النائم وتنامي في حضنه الدافئ ، كل شئ جائز في المصادفات التي لا يتبقي منها سوي صور ، في البوم مهملة وبلا معني او في الذهن تبهت وتروح ، والكتاب عن طالبة السبعينات وزمن الاحلام الكبري والانكسارات ، ادركت ان من شجعها علي الكتابة هو " عبد الله " فاهدت العمل اليه " الي الاخرس الذي جعلني اتكلم "
تقدمت في الكتابة مع تقدمه في المذاكرة ، كأن خيطا غامضا يشدني الي هذا الولد ، ليس حبا بالطبع ، فمازلت قارة علي مبادلة زوجي المودة والالفة ، علي الاقل وفاء للهزائم التي اجتزناها معا وليس نوعا من الامومة ايضا ، فلم ابذل نصف هذا الجهد مع البنتين ، انه شئ كالتحقق ، في اول ايام الامتحان توجهت الي لجنته ـ لتشجعه بكم كلمة تتسع ابتسامته كلما اقتربت من مكانه ، عضلات ذراعيه وصدره بارزة من تحت التي شيرت الضيق الابيض ، لا ادري مرعوب طبعا ، لا تخف ، ستنجح ، صدقني ، انا واثقة ، علي الاقل لتأخذ لي الصورة التي تريدها .من اين تواتينا كل هذه الثقة ، نتصرف وكأن الدنيا ليس بها احد سوانا ، لا مراقبين في اللجنة ولا ممتحنين ، نحن غير مرئيين وضحكاتنا المتصاعدة غير مسموعة علي مقهي حميم ، بعد ضرب الكويت جري يبحث عنها في كل مكان ، ولم يجدها ، قال الاخرس عندها ان الابلة كانت الحاجة الحلوة الوحيدة في حياته وربما ستظل ـ صورتها علي الاقل بداخله محفورة بعناية ، تبتسم وهي تطل من نافذة المكتب وهو ناجح يكاد يرتفع محلقا

9

مالك يا ابلة ؟ يبدو عليك الارهاق والتعب ؟
انت تعرف المشاغل العادية ، التعب اللذيذ من اجل من نحب – اقول لك سرا ، كنت ولا زلت في الصورة التي لم التقطها لك للاسف . تصدق : هذا الندب هو ما تبقي لي من ايام زمان ، ضربني ظابط في التحرير ايام احكام الطيران فجرحت ، حاولوا اقناعي – البنات والاقارب – ان اتخلص منه بعميلة تجميل ، لكني رفضت بعناد ، فهو الدليل الوحيد علي الثورية التي كانت ، حتي اوراق الكتاب اليتيم ضاعت عندكم ، كل شئ راح
لماذا تحبسين نفسك داخل ذلك الماضي ؟ اين حاضرك ؟. عيناك منطفئتان تماما
انت ولد خفيف ومجنون ، انا بالفعل اعيش حاضري كزوجة وام وكانسانة طبعا ، لكن الحياة ليست طيرانا فزعا من هنا لهناك

من السهل تصور ذلك : صوتها يتهدج ووجهها يشحب فيما يصبح خطه ضربات عشوائية اكثر فاكثر ، قهوة وسجائر ومآذن وحبل مشدود ، الصدفة تقهقه الان والكاميرا تقترب

نعم انا ولد خفيف ، اطير من هنا لهناك ، لا اتعلق باحد بدعاوي كالحب او الواجب ، تركت في باريس بنتا تدفع عمرها لتنجب مني ولدا بعيون عربية ، انا هنا الان منذ شهرين ولا اعرف اين ساكون بعد ايام ، لكنك تحتاجين ذلك ، اجازة مفتوحة ، تذكرة سفر لاماكن عديدة ، سفر بلا عودة ، حرة بجناحين ، فقط صارحي نفسك بما تحتاجين
انت الذي تضحك علي نفسك يا شاطر ، انت ببساطة جبان ، تخاف الاستقرار والمسئولية ، تظن نفسك طائر محلق وانت حشرة ارضية ، نصف مدمن لا تطيق النظر لمرآة وتريد ان يجن جميع الناس مثل حضرتك
يا ابلة انا لست قديسا ، وكلنا حشرات تسكرنا القيم والكلمات الكبيرة
الانسان لا يتحقق بمعزل عن الاخرين يا ابني
اذن نستغل بعضنا لنتحقق
ليس في الحب استغلال يا حمار ، شوف يا ولد اسكت خالص ، لازلت صغيرا ومندفعا ، سوف تتعلم معني ان تضحي بخصوصيتك واحلامك من اجل من تحب ، اذا كنت طائرا يا اخي فابني لنفسك عشا لو مرضت تنام فيه وحولك الوليف والعيال اعمل لنفسك عشا تموت فيه – بعد عمر طويل – بدلا من الموت علي الطريق بين ايدي الغرباء

10

هدا الكلام ، الصدفة الشريرة نفسها اندهشت وصمتت ، ابتسما للحظة العابرة بعد ان اكتشفا الفخ الذ نصب لهما ، لم لا اعترف ان لهذا الولد ابتسامة معسولة وانه اربكني بشئ اكثر خطورة من الحب
الطيران هو القفز في هوة مظلمة ، رعب ولذة ، يا سلام ، هذه الافكار جاءت متأخرة كثيرا ، لا تنفع بعد 46 سنة ونضال وزواج ومرايا تضيع الوحدة وتضاعفها وينتين فرحهما يقترب ، اشعلا سيجارتين
لم لا افهم ان هذه المرأة ليس لديها ما تهرب منه مثلي ، لا شئ يدعوها للذوبان في القطارات والسكك والفنادق ، لديها من يحتاجها وتحتاجه ، فما الذي يرمي فها في الهجرة من محطة لاخري ومن جسد لاخر ؟
الهم همي وحدي فلا احد ينتظرني ولن استطيع ان اقول سلاما لمن علي الطرف الاخر من الهاتف ، فلم لا اسكت – كما قالت – خالص وارمي هذه الاوراق في اقرب سلة مهملات ، هدا الكلام واشعلا سيجارتين ، شال عامل المقهي الاكواب ونظف المطفأة وذهب
ابتسما للحظة العابرة التي لا تقدم لهما اي وعود ، باغتته فكرة فعرض عليها ان تمنحه هدية نجاحه القديمة ، التي فقدها منذ خمسة اعوام ، فرحت بالفكرة وقامت معه ، وقفت في قلب ميدان الحسين – احتضنت اليها جسدها بذراعيها ، امسك ذقنها معدولا في وضع وجهها لكي يبين ندب حاجبها واضحا في الصورة ، اعد الكاميرا ، تحرك يمينا وللخلف حتي ظبط الزاوية ، وخلفها كانت تتوهج انوار القبة والمآذن مثل كنز مخبوء

..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pramg.ahlamontada.com
 
للذكري ( فوتيلا )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» للذكري ( فوتيلا )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ماى ايجى mazik araby :: الركن الادبى :: قسم القصص والروايات-
انتقل الى: